عبده الحمولي
عبده الحمولي (ولد بط نطا سنة 1845،
وتوفي عام 1902)
هو صاحب مدرسة الغناء في عصره، أول من جدد وطور وهذب أسلوب الغناء في مصر،
استحدث أسلوبا جديدا في الغناء جمع فيه بين الذوق العربي والذوق التركي واستخدم
مقاما موسيقيا جديدا وهو الحجاز كار. لم يرق هذا الأسلوب الجديد الذي ابتدعه عبده
الحمولي للغناء في سمع شيوخ الفن وثاروا عليه لانه وبالنسبة إليهم قد جرد الألحان
من طابعها الموروث الذي الفته آذانهم لكنه أصر على المضي في اتجاهه وفي النهاية
امنوا به وصاروا على دربه واستقرت بذلك مدرسة عبده الحولي وقد ملك ناصية الغناء
وزمام الطرب أكثر من ثلاثين عام
وعبده الحمولي صديقي المستمع لم يكن فنانا ناجحا ومرموقا في
مجال الغناء والتلحين بل كان قمة شامخة اجتمعت له من الصفات الإنسانية والمواهب
الفنية ومظاهر الريادة والأستاذية ما لم تجتمع لغيره من جيل عصره.
تتلمذ وحفظ الأدوار والموشحات على يد نخبة من الفنانين مثل
محمد عبد الرحيم المسلوب ومحمد القدم والشيخ أبو خليل القباني ومن الألحان التي
كان يغنيها عبده الحمولي في ذلك العصر ينشدنا الشيخ يوسف المنياوي والذي توفي سنة
1911 حيث انه شهد علي بداية التسجيلات وكان من الصف الأول "الحلو لما انعطف
اخجل جميع الغصون" كلمات الشاعر إسماعيل
صبري باشا وألحان محمد عبد الرحيم المسلوب مقام بياتي.
وكان عبده الحمولي متفتحا وعلى قدر كبير من اللياقة والذكاء
وسعت الأفق وكان أيضا مثالا للفنان المحترف والمحافظ على كرامة المهنة وأصولها
واستطاع بقوة شخصيته النادرة ان يغير نظرة المجتمع إلى الفن والذين يشتعلون به بعد
أن كانوا ينظرون للغناء والموسيقي نظرة استخفاف و وضع آدابا وتقاليد للاستماع مما
جعل الفنان في موضع احترام وتقدير.
كان أول فنان يستخدم في الغناء مقام الحجاز كار وذلك عقب عودته من الآستانة
في تركيا والتي أوفدها إليها في ذلك الوقت الخديوي إسماعيل في أواخر القرن التاسع
عشر ومن ألحان عبده الحمولي و كلمات الشيخ علي الليثي شاعر الخديوي إسماعيل يغنينا
داود حسني " شربت الصبر من بعد التصافي ومر الحال معرف تش أصافي" والذي
رثا به زوجته المز الذي تألم لفراقها اشد الألم.
كان عبده الحمولي
يغني في سهراته إلى جانب أدواره وقصائده ادوار صديقه ورفيق دربه محمد عثمان لكنه
كان يضيف إليها من روحه ويؤديها بأسلوب مختلف مما يجعلها وكأنها ألحانا جديدة مما
جعل البعض ينسبون تلحنها إلى عبده الحمولي.
ومن ألحان عبده الحمولي والتي اشتهرت وانتشرت في ذلك العصر
"مليك الحسن في دولة جمالك ملك عقلي وأفكاري وروحي " كلمات الشاعر محمد الدرويش مقام حجاز كار
وتغنيه المطربة روحية عبد الخالق
عبده الحمولي كان
يصول ويجول ويحلق بالمستمعين في فلك الأنغام ومن المواويل التي كان يغنيها بإبداع
نستمع إلى الشيخ سيد مكاوي هذا الموال "أمر الغرام لي وصل ربي الجمال ماضيه
والحسن مهما طلب مني أنا ماضيه " مقام رست
وأبدع عبده الحمولي في العديد من الأدوار القيمة في
مختلف المقامات الموسيقية التي كان يغنيها في حفلاته إلى جانب بعض الدوار التي حفظها
عن محمد عبد الرحيم المسلوب ومحمد عثمان ومن هذه الأدوار نستمع إلى المطرب الكبير
صالح عبد الحي " متع حياتك بالأحباب " والمعروف أن لهذا الدور لحنان في
مقام هزام احدهم لمحمد عثمان والأخر لعبده الحمولي ويذكر هنا أن اللحن الذي وضعه
محمد عثمان لم يلق نفس الانتشار الذي لقيه لحن عبده الحمولي لذلك كتب له الخلود
والبقاء.
ما لا نعرفه عن عبده الحامولي
1840-1901 م
سيد المطربين في القرن التاسع عشر .. غنى مزيجاً من الغناء المصرى ، والغناء التركى الذي كان سائداً في تلك الفتره الزمنيه. وقد أسهم إلى حدٍ كبير في إبراز قالب الدور في الغناء العربي. تميز عبده الحامولى بخامه صوتيه قويه ، وجذابه ولكن ما يؤسف حقيقة أنه لا يوجد أي تسجيلات موسيقيه أو غنائيه لهذا الفنان الكبير ، بسبب تزامن وفاته مع بداية ظهور الأسطوانه .
ويذكر المؤرخ الموسيقى كمال النجمي في كتابه (تراث الغناء العربي من الموصلى وزرياب وأم كلثوم وعبدالوهاب) بعض ما جمع من معلومات وأخبار عن الفنان عبده الحامولي في ذاك الزمان القديم عبر المطربين القدامى . بأن مؤلفات وأدوار عبده الحامولى أوشكت أن تضيع بسبب عدم وجود تدوين للموسيقى العربيه في القرن التاسع عشر .. ولكن بعض المطربين الذين عاصروا عبده الحامولى ، حفظوا أدواره عن ظهر قلب ، ثم أدركهم عصر الفونوغراف والأسطوانه ، فسجلوا هذه الأدوار بأصواتهم وتركوها تراثاً للمطربين الذين جاءوا من بعدهم ثم تداركتها فرق الموسيقى العربيه منذ أوساط القرن العشرين .. ودونت أدوار عبده الحامولي تدويناً كاملاً بالنوته الموسيقيه الأوروبيه التى دخلت في خدمة الموسيقى العربيه . وكان عبده الحامولى كبير مطربي القرن التاسع عشر بشهادة جميع من عاصروه وعاصروا أولئك المطربين ، وعلى رأسهم محمد عبدالرحيم المسلوب ، المغنى والملحن الذي عاش القرن التاسع عشر كله والربع الأول من القرن العشرين.
ولد عبده الحامولى في السنوات العشر الأخيره من عهد محمد على باشا الكبير ، ولا يمكن تحديد تاريخ مولده تحديداً دقيقاً ، ولكن الأديب الشيخ عبدالعزيز البشرى - وقد لحق أواخر عصر الحامولى - أشار إلى أن الحامولى قد ولد في السنه التى عاد فيها إبراهيم باشا نجل محمد على باشا الكبير من الشام بعد وقف زحف الجيش المصرى بقيادته على اسطنبول ، عاصمة الخلافه العثمانيه حينذاك .. ومعنى ذلك أن عبده الحامولى ولد سنة 1840 أو بعدها بقليل وربما قبلها بأشهر قلائل .
وفي طنطا عاصمة الغربيه نشأ عبده الحامولى محباً للغناء وكان يسمع كبار المقرئين في مسجد السيد البدوي ، وشهد ليالي مولد البدوي التى تقام شهراً كل عام حول مسجده ، ويؤمها أعظم المنشدين والمطربين العازفين ، ومنهم الشيخان محمد شعبان ومحمد المقدم اللذان كانا أول من التفت ، من كبار المطربين إلى صوت عبده الحامولى في حلقات الإنشاد ، فعرفا قدره وتوقعا له نجاحاً عظيماً .. وفي مقهى الشيخ شعبان أو (المعلم شعبان) في حي الأزبكيه الشهير في قاهرة التاسع عشر ، سمع القاهريون صوت عبده الحامولى وآثروه على جميع المطربين ، والتفوا حوله ، ونوهوا به في كل مكان حتى وصلت شهرته إلى قصر عابدين ، مقر الخديوي اسماعيل باشا ، فطلبه الخديوي وصار مطربه ونديمه ، وغمره بعطاياه ، حتى صارت لعبده الحامولى مكانه خاصه في المجتمع المصري أيامئذ ، على الرغم مما كان يعانيه نطربو ذلك العصر من استخفاف مجتمع الأرستقراطيين بأقدارهم وازدرائه لعملهم !
ولم يعش عبده الحامولى طويلاً ، فقد توفى سنة 1901 وهو في نحو التاسعه والخمسين من عمره بعدما لحقته الأمراض الثقيله ، وعاصر الحامولى اثنين من أعظم الملحنين المجددين للغناء العربي ، هما الشيخ محمد عبدالرحمن المسلوب الذى توفى سنة 1928 .. ومحمد أفندى عثمان الذى رحل سنة 1900 .. واستفاد من زميليه الكبيرين هذين أعظم الفوائد في فنه الغنائي ونسج على منوالهما في التلحين ، وغنى ألحانهما الرائعه . وكان الحامولي في عصره صاحب أجمل الأصوات وأقواها وأكملها قراراً وجواباً.
وكانت زوجته المطربه (ألمظ) لا تقل عنه شهرة بجمال الصوت ، ولكن الحامولى لم يعتمد على جمال صوته وحده بل أضاف إليه جمال الفن وإن كان بعض من سمعوه وهم من كبار السميعه لا يذهبون إلى أن صوته كان معجزه من المعجزات التى لا تتكرر. كما زعم المغالون في الثناء عليه والمعجبين به ، وما كان أكثرهم في حياة الحامولى وبعد وفاته . وفي ذلك يقول الأديب المرحوم (عبدالعزيز البشرى) وهو من أدق السميعه ذوقاً - في إحدى مقالاته : أن عظمة عبده الحامولى كانت تتجلى في الحس المرهف والذوق الدقيق ، والفن الواسع ، والكفايه الكافيه ، والقدره القادره على التصرف في فنون النغم في يسر ولباقه وقوه وابتكار ورعايه لوجوه المقامات.
ومهما كان من أختلاف آراء معاصريه حول صوته ، فقد أجمعوا على أنه كان أعظم المطربين قدره على بعث الطرب في المستمعين بصوته وفنه معاً ، ولم يستطع أحداً مجاراته غي هذا المضمار.
إن قصيدة (أراك عصى الدمع شيمتك الصبر) التى لحنها وغناها الحامولى من شعر أبى فراس الحمداني . تنافس على غنائها بعد وفاته أحد عشر مطرباً ، وسجلها تسعه منهم على أسطوانات شركة الجرامافون وهم : عبدالحي حلمي وزكي مراد وسليمان أبو داود وأبو العلا محمد وأحمد فريد ومحمد سليم وجميل عزت ومحمد السبع ومحمد نديم .. وسجلها صالح عبدالحي في الإذاعه المصريه .. وسجلتها أم كلثوم على أسطوانه لشركة أوديون سنة 1926 كما لحنها عبده الحامولي برواية الشيخ أبو العلا محمد
أي نقلاً عن الأسطوانه المسجله بصوت الشيخ أبي العلا نقلاً عن الحامولى.
أيضاً دور (الله يصون دولة حسنك) كتبه أحد علماء الأزهر ، وهو الشيخ عبدالرحمن قراعه .. إختار الحامولى لتلحين هذا الدور مقام الحجازكار ، ولم يكن هذا المقام معروفاً في مصر قبل عصر الحامولى ، ونقله هو فيما يقال عندما زار اسطنبول وأستمع إلى المقامات المستعمله في الغناء التركي ..
وقد سجل هذا الدور على الأسطوانات أكثر من خمسة مطربين ، وغناه وسجله المطرب صالح عبدالحي في الإذاعه المصريه ، وسمعناه أيضاً من فرقة الموسيقى العربيه .
دور (كنت فين والحب فين) من تأليف الشيخ الدرويش مؤلف الأغاني الأول في ذلك العصر ، وقد صاغ الحامولى هذا الدور أيضاً من مقام الحجاز كار وقد أخذ المؤلف الغنائي عبدالوهاب محمد مطلع هذا الدور وجعله في الطقطوقه التى غنتها أم كلثوم من تلحين بليغ حمدى سنة 1960 ويقول فيها ( إنت فين والحب فين) ..
استخدم الحامولي مقامات لم تكن موجودة في مصر كالحجاز كار ولحن منها: "مليك الحسن في دولة جماله – الله يصون دولة حسنك – أنت فريد في الحسن – كنت فين و الحب فين".
طلب من بعض الشعراء والمثقفين ترجمة مجموعة من الأغاني التركية إلي اللغة العربية، و هو من أوائل من لحن القصيدة التقليدية مثل "أراك عصي الدمع" لأبي فراس الحمداني.
توفى في 12/5/1901.
أما الأدوار التى غناها عبده الحامولي في عصره هي :
* خاللي صدودك وهجرك (كلمات) إسماعيل صبري
* شربت الراح في روض الأنس (كلمات) محمد الدرويش
* فؤادي جد به حالات (كلمات) محمد الدرويش
* قلبي في حبك مشغول (كلمات) محمد الدرويش
* ملك الجمال لك السعاده (كلمات) على الليثي
* يا هل ترى تاه فيه دلالك (كلمات) إسماعيل صبري
* الله يصون دولة حسنك (كلمات) عبدالرحمن قراعه
* غرامك علمني النوح (كلمات) محمود الدرويش
* كنت فين والحب فين (كلمات) محمود الدرويش
* مليك الحسن في دولة جماله (كلمات) محمود الدرويش
* كل يوم أشكي من جراح قلبي (كلمات) محمود الدرويش
* يا منية الأرواح جد لي ( كلمات) محمود الدرويش
* يحاول عذولي سلو الجمال (كلمات) محمود الدرويش
* شربت الصبر (كلمات) على الليثي
* لا ياعين لا يا حليوه آه يا جميل (كلمات) على الليثي
* أنا السبب في اللى جرى (كلمات) على الليثي
* إنت فريد في الحسن (كلمات) إسماعيل صبري
* متع حياتك بالأحباب (كلمات) محمد الدرويش
* بدع الحبيب كله طرب (كلمات) محمد الدرويش
* الصبر محمود لمثلي على حبي (كلمات) مصطفى بك نجيب
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire