dimanche 25 mars 2012

أم كلثوم... أول الطرب وآخره


أم كلثوم... أول الطرب وآخره
لست من عشاق الكتابة الأدبية ، ولم أفكر يوماً بأن أكتب نثراً أو حتى أسطراً مليئة بالمفردات والتعابير الحسنة ، لكني في الحقيقة قد ألجأ لمثل هذه الأسلوب حين أكتب عن أم كلثوم  ، نلف وندور ونسمع الإذاعات وقنوات وفي النهاية نعود إليها ، هي أول الطرب وآخره ، كيف يمكن لأحد أن يتجرأ ويغني في مسرح أمام جمعٍ من الناس بعد أن غنت صاحبة هذا الصوت الشجي ، أحياناً حين أدقق في صوت أم كلثوم لوحده وأتخيله يظهر على شكل سيدة لم يمنحها الله القدر الكافي من الجمال ، أشعر بأن الصوت عادي وبه بعض الخشونة في بعض الأحيان ، لكنها حين تغني يتغير حال هذا الصوت إلى آخر شجي لأتمل سماعه ولا تنفر منه الأذن حتى ولو دام الاستماع ساعات طوال .
غريب صوت أم كلثوم ، وأعتقد أن الدراسات في هذا الجانب قليلة جداً بل ونادرة ، كيف خرجت هذه المرأة من بيئة شعبية تقليدية لتعتلي زعامة الغناء في الوطن العربي بأكمله حتى وبعد وفاتها بأكثر من ثلاثين عاماً ، لعل ما ميز مرحلة أم كلثوم أنها ظهرت في جيل العمالقة كمحمد القصبجي و زكريا احمد و عبدالوهاب والسنباطي وبليغ حمدي وأحمد رامي و  بيرم التونسي... ، كما أنها ظهرت في جيل (السميعة ) الذين يأتون للمسرح بكامل أناقتهم و(احترامهم ) .. يأتون لسماع (الست ) التي تقابل هذا الحب .. بحب وبكلمات وألحان وأداء مذهل لن يتكرر .
لأن أم كلثوم حالة خاصة ، لا يمكنك أن تسمع أغنية لها ثم تشعر بالملل أو عدم القبول ، كل أغانيها روائع وكل روائعها (معلقات غنائية ) لن يمحيها الزمن حتى ونحن ندخل في عصر موسيقي جديد يغلب على طابعه الإيقاع الراقص والكلمات السطحية والأصوات النشاز .
المصريون مقصرون كثيراً في حق أم كلثوم ، ربما باستثناء المسلسل الرائع الذي تألقت فيه (صابرين ) إلا أن صوت أم كلثوم لم ينقل بشكل حسن إلى دول العالم ، أجزم بأنها لو أوصلت لحظيت بقبول واعجاب وافر ، أذكر مرة وأنا أستقل قطاراً في ألمانيا في منتصف ليل تقريباً في رحلة دامت 6 ساعات ، كنت أعتقد أني وحيدٌ في عربة فأخذت أسلي نفسي بسماع صوت أم كلثوم من هاتفي الجوال وأنا مابين نائم ومتذمر من طول المسافة ، عند الوصول إلى المحطة وأنا أهم بحمل حقائبي تفاجأت بسيدة (عرفت أنها مكسيكية لاحقاً ) وهي تقول ( أرجوك أن ترسل لي جميع الأغاني التي كنت تسمعها في الطريق ) ، استغربت وقلت بأنها لمطربة عربية ولن تعرف أي جملة منها لكنها أكدت بأن الصوت الذي كنت أسمعه أسرها ولم تسمع له مثبلاً ، أقول هذا الموقف وأنا الذي مررت به ولم يروى لي فلان وعلان ، وأذكر أنها طلبت كتابة اسم أم كلثوم ليتسنى لها البحث في  جوجل .غلبت اصالح ، ياللي كان يششجيك انيني ، جددت حبك ، انت الحب

أغار من نسمة الجنوب ، سيرة الحب ، بعيد عنك ، الأطلال ،أراك عصي الدمع ،أنساك ، فات الميعاد ،اهل الهوى، هو صحيح، من أجل عينيك عشقت الهوى... هذه روائع لا يمكن للمطربين الحاليين ولو اجتمع منهم 100 شخص على عمل ولو (كوبليه ) واحد شبيه مثلها، لا أقول سوى .. أم كلثوم وكفى






Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire