jeudi 14 juin 2012

أم كلثوم ــ قصيدة نهج البردة ــ كاملة



ريـمٌ عـلى القـاعِ بيـن البـانِ والعلَمِ=أَحَـلّ سـفْكَ دمـي فـي الأَشهر الحُرُمِ 
لمــا رَنــا حــدّثتني النفسُ قائلـةً= يـا وَيْـحَ جنبِكَ, بالسهم المُصيب رُمِي 
جحدتهـا, وكـتمت السـهمَ فـي كبدي =جُـرْحُ الأَحبـة عنـدي غـيرُ ذي أَلـمِ 
* * *
يـا لائـمي في هواه - والهوى قدَرٌ -= لـو شـفَّك الوجـدُ لـم تَعـذِل ولم تلُمِ
لقــد أَنلْتُــك أُذْنًــا غـير واعيـةٍ =ورُبَّ منتصـتٍ والقلـبُ فـي صَمـمِ
يـا نـاعس الطَّرْفِ; لاذقْتَ الهوى أَبدًا =أَسـهرْتَ مُضنـاك في حفظِ الهوى, فنمِ 
* * *
يـا نفسُ, دنيـاكِ تُخْـفي كـلَّ مُبكيـةٍ = وإِن بــدا لـكِ منهـا حُسـنُ مُبتسَـم
صــلاحُ أَمـرِك للأَخـلاقِ مرجِعُـه = فقـــوِّم النفسَ بــالأَخلاقِ تســتقمِ
والنفسُ مـن خيرِهـا فـي خـيرِ عافيةٍ = والنفسُ مـن شـرها فـي مَـرْتَعٍ وَخِمِ 
* * *
إِنْ جَـلَّ ذَنبـي عـن الغُفـران لي أَملٌ = فـي اللـهِ يجـعلني فـي خـيرِ مُعتصَمِ
أُلقـي رجـائي إِذا عـزَّ المُجـيرُ على= مُفـرِّج الكـرب فـي الـدارينِ والغمَمِ
* * *
إِذا خــفضتُ جَنــاحَ الـذُّلِّ أَسـأَله = عِـزَّ الشـفاعةِ; لـم أَسـأَل سـوى أَمَمِ
وإِن تقـــدّم ذو تقــوى بصالحــةٍ = قــدّمتُ بيــن يديـه عَـبْرَةَ النـدَمِ
* * *
لـزِمتُ بـابَ أَمـير الأَنبيـاءِ, ومَـنْ= يُمْسِــكْ بمِفتــاح بـاب اللـه يغتنِـمِ
محــمدٌ صفـوةُ البـاري, ورحمتُـه = وبغيَـةُ اللـه مـن خَـلْقٍ ومـن نَسَـمِ
* * *
ونـودِيَ: اقـرأْ. تعـالى اللـهُ قائلُهـا = لـم تتصـلْ قبـل مَـن قيلـتْ له بفمِ 
هنــاك أَذَّنَ للرحــمنِ, فــامتلأَت= أَســماعُ مكَّــةَ مِـن قُدسـيّة النَّغـمِ
* * *
سَــرَتْ بشــائِرُ بالهـادي ومولِـده= في الشرق والغرب مَسْرى النور في الظلمِ
أَتيـتَ والنـاسُ فَـوْضَى لا تمـرُّ بهم = إِلاّ عـلى صَنـم, قـد هـام فـي صنمِ
* * *
أَســرَى بـك اللـهُ ليـلاً, إِذ ملائكُـه = والرُّسْـلُ في المسجد الأَقصى على قدَمِ 
لمــا خـطرتَ بـه التفُّـوا بسـيدِهم= كالشُّـهْبِ بـالبدرِ, أَو كـالجُند بـالعَلمِ
صـلى وراءَك منهـم كـلُّ ذي خـطرٍ= ومــن يفُــز بحــبيبِ اللـه يـأْتممِ
* * *
جُـبْتَ السـمواتِ أَو مـا فـوقهن بهم= عـــلى منــوّرةٍ دُرِّيَّــةِ اللُّجُــمِ
مَشِــيئةُ الخـالق البـاري, وصَنعتُـه= وقــدرةُ اللــه فـوق الشـك والتُّهَـمِ
* * *
حــتى بلغـتَ سـماءً لا يُطـارُ لهـا = عـلى جَنـاحٍ, ولا يُسْـعَى عـلى قَـدم
وقيــل: كــلُّ نبــيٍّ عنـد رتبتِـه = ويــا محـمدُ, هـذا العـرشُ فاسـتلمِ
* * *
يـا ربِّ, هبـتْ شـعوبٌ مـن منيّتهـا= واســتيقظت أُمَـمٌ مـن رقْـدة العـدمِ
رأَى قضــاؤك فينــا رأْيَ حكمتِـه = أَكـرِمْ بوجـهك مـن قـاضٍ ومنتقـمِ 
فـالطُفْ لأَجـلِ رسـولِ العـالمين بنا = ولا تــزدْ قومَــه خسـفًا, ولا تُسـمِ
يـا ربِّ, أَحسـنت بَـدءَ المسـلمين به= فتمِّـم الفضـلَ, وامنـحْ حُسـنَ مُخْتَتَمِ







Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire